الأمة التي تداعت عليها الأمم!
![]() |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد :
هذه المقالة توصف حالة الاسلام في دول الخليج خاصة ودول العرب عامه ..
ان كثيرا من الناس ملسمون بالهوية .. أو مسلمون لأنهم ولدو من أبوين مسلمين ..
وهؤلاء وأولائك لا يدركون - في الحقيقة - معنى انتمائهم للإسلام؟
ولو يعرفون مستلزمات هذا الانتماء ..
ولذلك تراهم في واد والاسلاك في واد !
وغاية هذه المقالة هي الاجابة على هذه التساؤلات جميعاً ..
وتبيان مايطلبه الاسلام من المسلم ليكون انتماؤه للاسلام انتماء صحيحاً وحقيقياً ، وبالتالي ليكون مسلماً حقاً
(هو اجتباكم ، وما جعل عليكم في الدين من حرج ، ملة أبيكم ابراهيم . هو سماكم المسلمين من قبل ، وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونو شهداء على الناس ، فأقذمو الصلاة وآتوا الزكاة ، واعتصمو بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ).
وان مما تجدر الاشارة اليه في هذا المقام هو أن كل الأحداث التي تجري في العالم الاسلامي بوجه عام وفي المنطقة العربيه بوجه خاص تؤكد حقيقة كبرى وهي أن الأمة تعيش فراغاً قاتلاً في شتى نواحي حياتها..
لقد مرت الأمة خلال الفترة المنصرمة في ظروف قاسية، سقطت فيها كثير من النظم والمبادىء ، وتعرف فيها الكثير من الحركات والزعامات ، عندما وضعت هذه جميعاً في خـط المواجهة مع تحديات العصر المختلفة ..
سقطت لأنها لا تملك في الأصل عوامل البقاء والاستمرار ؟!
سقطت لأنها لم تكن أصيلة ..
لم تكن لتعبر عن شخصية هذه الأمة ..
كانت دخيلة مصطنعة مستوردة ،
تماماً كما نستورد الأحذية والكلسات .
ولهذا لم تدم طويلاً .. سرعان ما انكشفت .. سرعان ما ظهرت سوءاتها..
من أجل ذلك لفظتها الجماهير ، لأنها كانت غريبة عنها ، غير متجانسة مع مبادئها ومعتقداتها.
شأنها شأن الكلوة أو القلب يزرعان في جسم الانسان ، فأن قبلهما فلفترة قصيرة كلها عذاب وآلام ثم لا يلبث هذا الجسم أن يضوى ويموت .
هذا ماحدث بالفعل للأمة الاسلامية يوم أفاقت على نفسها الهزيلة المريضة ، فلم تفكر فيما تصنع ، وإنما سارعت الى استيراد ما تظنه صالحاً من المبادىء والنظم الوضيعة ، وهو يحمل في طياته عوامل التخريب والتدمير ، عوامل الفوضى والفساد ، عوامل الضياع والشرود !
تمت العملية الأولى بزراعة ( الحضارة الغربية ) والفكر الرأسمالي في كيان هذه الأمة، وكانت النتيجة بؤرة سرطانية برزت في كل ناحية من نواحي حياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..
بؤرة سرطانية عملت على تشويه شخصيتها، على بلبلة أفكارها، على افساد أخلاقها.
وأخيراً على تحضيرها تلتقي الهزيمة الاولى، هزيمة ١٩٤٨.
وعلى ضراوة التجربة وقسوة الفاجعة ، فان الأمة بقيت أسيرة ضياعها وشرودها، مشدودة الى عواطفها، مأخوذة بالشعارات الزائفة والمظاهر الخادعة .. وهذا ماجعلها وللمرة الثانية والثالثة والرابعة تتجرع كؤوس الهزيمة الواحدة تلو الأخرى لم تغن عنها أنظمتها التقدمية الثورية الاشتراكية شيئا.. بل لم تدفع عنها صداقاتها الحميمة ضراً؟
فاذا كانت هزيمة عام ١٩٤٨ حضاد الذيلية الغربية الامبرالية ، فان هزيمة ١٩٦٧ هي قطوف التبعية اليسارية البروليتارية !! وخرجت الأمة من هذه الأحداث والتجارب مثقلة بالهموم ، مثخنة بالجراح .. خابت آمالها فيمن عقدت عليهم الآمال .. وتزعزعت ثقتاا فيمن حولها من زعماء وقادة واتجاهات وأحزاب .
فهل صحت الأمة بعدئذ ياترى ؟
هل أفاقت من هول الصدمة وضراوة التجربة ؟
هل أدركت أن القوى الدولية - كل القوى الدولية - متواطئة عليها !؟
هل أدركت الأمة أن الشرق والغرب ، اليمين واليسار ، عدو لها ،حاقد عليها ، متربص بها ؟ انه لضلال مابعده ضلال أن لا تكون الأمة الا لهذا الطرف أو ذاك ، فاذا لم تكن يمينية وجب أن تكون يسارية . واذا لم تكن شيوعية وجب أن تكون رأسمالية؟ ان على الامة الاسلامية أن تدرك أن لها شخصية مستقلة متميزة .. شخصية ليست باليمينية ولا باليسارية .. شخصية أصيلة ، تستمد مواصفاتها وملامحها من الاسلام دين الفطرة ورسالة الفطرة .. وانها بحكم هذا التميز والأصالة يمكن أن تتولى مكان الريادة الفكرية والسياسية في العالم .. ان عليها أن تدرك أن هذا الفراغ الكبير الذي تعيشة لا تملؤه مشاريع البيت الابيض الامريكي ولا مشروعات الكرملين السوفياتي ، لا تملؤه أفكار ماركس ولينين ، ولا مبادىء غيفارا وهوشي منه ..
ان هذا الفراغ لا يملؤه غير الاسلام .. عقيدة ونظاماً .. أخلاقاً وتشريعاً .. كل ذلك .. من شأنه أن يجعل الحركة الاسلامية أمام مسؤولية تاريخية مصيرية .. مسؤولية بحاجة الى فعل ايمان وارادة تصميم . فهل يعي دعاة الاسلام مسؤوليتهم ؟
#أبو_بلال

ليست هناك تعليقات