فضل العفو والمسامحة في دين الإسلام
ما الأجرُ الذي يحصل عليه المسلم من المسامحة والعفو؟
من الآيات الواردة في فضل المسامحة في الإسلام
1- (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
الفضل المستفاد من الآية:
جعَلَ الله العفو والصّفح من صفات المتّقين، وحثَّ عباده على أن يحدُّوا من غضبهم ويعفوا عمَّن أساء إليهم لنيل رضاه تعالى.
2- (ولَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).
الفضل المستفاد من الآية:
يجب على المسلم أن يعفو عمَّن أساء إليه، وأنّ هذا العفو يكون سببًا في عفو الله عن العبد.
3- (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
الفضل المستفاد من الآية:
من حقِّ المسلم أن يردَّ السّيئة بمثلها، ولكنَّ الذي يعفوا عن السّيّئة له أجرٌ كبيرٌ من الله عزَّ وجلَّ.
4- (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
الفضل المستفاد من الآية:
جعل اللهُ الغفران من عزائم الأمور أي من عظيمها التي ينبغي على العاقل أن يجعلها واجبةً على نفسه.
ومن الأحاديث الواردة في فضل المسامحة في الإسلام
كيف تعامل النّبيّ مع الأعرابيِّ الذي أساء له؟ قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
(ما نَقَصَت صدقةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع عبدٌ إلا رفعه اللهُ).
الفضل المستفاد من الحديث:
إذا ظُلِمَ الإنسان وعفا عن ظالمِهِ وهو قادرٌ على أن يردّ الظّلم بمثله زاده الله عزًّا، بخلاف ما يظنُّ البعضُ بأنَّ العفو يورث المهانة.
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه سأل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال:
(إنَّ خادمي يُسيءُ ويظلمُ أفأضربُهُ؟ قالَ: تعفو عنهُ كلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً).
الفضل المستفاد من الحديث:
ينبغي على الإنسان المسلم أن يجعل العفو منهجًا في حياته كلّها، وأن يعفو عن الإساءة حتى لو وصل عدد مرات العفو إلى سبعين مرة.
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
(ارْحموا تُرحَموا واغفروا يُغفرْ لكم).
الفضل المستفاد من الحديث:
يستفاد من هذا الحديث أنّ رحمة العباد تكون سببًا في رحمة الله عزّ وجلّ، وأنّ غفرانهم بين بعضهم يكون سببًا في أنّ الله سبحانه يغفر لهم.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(تَعافوا الحُدودَ فيما بَينَكم، فما بَلَغَني مِن حَدٍّ فقد وَجَبَ).
الفضل المستفاد من الحديث:
العفو بين الناس يكون قبل بلوغ الأمر إلى السلطان أو إلى القاضي، فإذا وصل الأمر إليه لا بدَّ من أخذ القصاص، فليس هناك شفاعة.
إن فضل المسامحة من الناحية الاجتماعية كيف تحدَّ المسامحة من انتشار الفساد والشر في المجتمع؟ إنّ للمسامحة آثار حسنة كثيرة في المجتمع،
ومن ذلك: الحدُّ من انتشار الفساد والشّرّ بين المسلمين، لأنَّ الذي يخطئ ويتمُّ العفو عنه يحاول جاهدًا ألَّا يقع في ذات الخطأ، حتى يحافظَ على العفو الذي تَكرَّم به صاحب العفو عليه.
لمّ شمل الأمة، وتوحيد كلمة المسلمين على أعدائهم ومن أراد بهم سوءًًا.
إزالة الأحقاد والضّغائن والكراهية من صدور الذين يتسامحون مع غيرهم.
نشر المودة والتآخي بين الناس، فإنَّ الإساءة إذا قوبلت بإساءة مثلها فإنّ ذلك يكون سببًًا في بقاء الحقد والغلّ بين النّفوس، أمّا إذا قوبلت ذات الإساءة بالإحسان والعفو؛ فإنّ ذلك يهدّئ النّفس ويُطفئ غضبها لدرجة أنّ المتخاصمين يصبحان صديقين حبيبين.
نشر المحبّة التي من شأنها الجمع بين النّاس لا التّفرقة.
التّسبب في أن تعمّ البركة وتنتشر بين المسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الحسن البصري يدعو ذات ليلة:
"اللهمّ اعفُ عمّن ظلمني" فقال له رجل: يا أبا سعيد،سمعتك تدعو لمن ظلمك حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك فما دعاك إلى ذلك؟ قال:أما سمعت قوله تعالى :
﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾
سامح؛ لأنه من المخجل أن نقف بين يدي الله نطلب العفو ونحن لانعفو.

ليست هناك تعليقات