باب المندب: بوابة البحر الأحمر التي تحكم مسار الحروب العالمية
وركزت فرنسا على الساحل الأفريقي وأنشأت مستعمرة أرض الصومال الفرنسية في عام 1888. ومع إنشاء قناة السويس عام 1869،
زادت حركة الشحن عبر مضيق باب المندب مما زاد من أهميته.
بقي الفرنسيون في جيبوتي، بينما غادر البريطانيون اليمن وميناء عدن عام 1967.
بعد احداث الحادي عشر من ايلول وغزو العراق أصبح المضيق منطقة غير مستقرة أمنيا وتعرضت عدد من السفن لهجمات متفرقة في مياهه.
لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكها جزيرة بريم،
إلا أن قوى عاصفة الحزم المسيطره لجنوب اليمن وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله،
لأهميته العالمية في التجارة والنقل،
كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية،
ودخلت اتفاقيتها المعروفة «باتفاقية جامايكا» حيز التنفيذ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1994. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة،
أمام ناقلات النفط خاصة.
وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح
مضيق باب المندب هو رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر فيه يومياً.
وقد مر عبر المضيق نحو 3.8 ملايين برميل في اليوم الواحد عام 2013، أي نحو 6.7 في المائة من تجارة النفط العالمية. وتدفق نحو 4.8 ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة عبر باب المندب عام 2016 في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وفقا للإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة.
يمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، لأن نحو 98 في المائة من البضائع والسفن الداخلة التي تمر عبر السويس تمر من خلال المضيق.
للمضيق أهمية إستراتيجية حيث أنها تعتبر قناة ما بين بحر القلزم أو البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر قناة السويس.
في عام 2006م مر عبر المضيق سفن محملة ب3.3 مليون برميل من النفط.
وتمثل هذه حوالي 7.5% من كل حمالات النفط (بالسفن) في العالم في تلك السنة.
هذه الأرقام تعتبر صغيرة بالمقارنة بمضيق هرمز والتي يعبر من خلالها 40% من حمالات النفط (بالسفن) في العالم ولكن بسبب معركة النفوذ على هرمز تود الدول المجاورة بسط نفوذها على باب المندب كبديل.
وإن إسرائيل لديها نفوذ في المندب بالتنسيق مع جيبوتي وأثيوبيا واليمن خسر بعض نفوذه بسبب التدخل الأمريكي، لذا قامت بأستغلال حرب اليمن مع المملكه السعوديه والإمارات وقامت بإنشاء قواعد عسكريه على باب المندب وجزر يمنيه مثل جزيرة سقطرى.
ويذكر أن اليمن أغلقت المضيق على إسرائيل في حرب 1973، إلا أنها قد لا تكون قادرة على غلقه أمامها مرة أخرى بسبب تحالف عاصفة الحزم الذي يخدم إسرائيل.
يعتبر التنافس من أجل السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر جزءًا من صراع إقليمي أكبر بين إيران وحلفائها من جهة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وحلفائهم من جهة أخرى.
سارعت قوات حكومة صنعاء وحلفاؤها من القوات المسلحة للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن، للسيطرة على الموانئ اليمنية الاستراتيجية والمناطق الساحلية، وأهم هذه المضبوطات مضيق باب المندب.
في تموز - يوليو عام 2018 أعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح تعليقاً فورياً ومؤقتاً لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم حكومة صنعاء "جماعة أنصار الله" على سفينتين محملتين بالنفط الخام.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أكد أن "جماعة أنصار الله" استهدفوا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر.
وعلى الجانب الآخر كانت محطة تلفزيون «المسيرة» التابعة "جماعة أنصار الله" قد أعلنت أن مقاتلي أنصار الله استهدفوا بارجة حربية سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن تحمل اسم «الدمام».
لاحقا أعلن وزير النفط السعودي ان بلاده قررت استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بدءًا من الأول من آب - أغسطس 2018.
بشكل عام، يعكس مضيق باب المندب أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة تعود بالفائدة على العديد من الدول.
#معلومات_ثقافية #اخبارية
باب المندب: بوابة البحر الأحمر التي تحكم مسار الحروب العالمية
بواسطة Zain Gudaimi
on
9/14/2023
Rating:
ليست هناك تعليقات